سفير دولة فلسطين لـ«تليجراف الخليج»: مصر شريك أصيل في صيانة الحقوق الفلسطينية وعمود الارتكاز الإنساني منذ اللحظة الأولى - الخليج الان

ثمّن السفير دياب اللوح، سفير دولة فلسطين بالقاهرة، الدور المصري تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدًا أنه دور «عظيم ومقدّر عاليًا» من قبل الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته السياسية والاجتماعية والنقابية، وعلى رأسها دولة الرئيس محمود عباس، مشددًا على أن هذا التقدير ينبع من إدراك فلسطيني عميق لثقل مصر ومواقفها الثابتة تاريخيًا وحاضرًا .

تواصل قيادي دائم بين القاهرة ورام الله

وأكد السفير دياب اللوح، من خلال تصريحاته الخاصه، أن هناك تواصلًا دائمًا ومستمرًا بين القيادة الفلسطينية والقيادة المصرية، وعلى رأسهما الرئيس محمود عباس وأخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، موضحًا أن هذا التواصل يجري على أعلى المستويات ويشمل كافة الملفات المرتبطة بالترتيبات الراهنة والمستقبلية للقضية الفلسطينية، بما يعكس( وحدة الرؤية) (وعمق الشراكة السياسية بين الجانبين).

مصر ليست دولة محورية فقط.. بل شريك فعلي

وصرح  السفير الفلسطيني، لتحيا مصر إن مصر «لا تُعد دولة محورية فحسب، بل هي شريك فعلي وأصيل»، مشيرًا إلى أنها لا تقل حرصًا عن الفلسطينيين أنفسهم في صيانة الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني والعمل من أجل مستقبل أفضل وأكثر أمنًا، قائم على العدالة والاستقرار وحق الفلسطينيين في الحياة الكريمة.

الدور الإنساني المصري.. موقف مشرف منذ البداية 

وأوضح السفير دياب اللوح، من خلال تصريحاته،  أن الدور الإنساني المصري كان واضحًا وجليًا منذ اندلاع الأزمة، حيث اتخذت مصر موقفًا «مشرفًا للغاية» لاقى ولا يزال يلقى ترحيبًا واسعًا وشكرًا عميقًا من أبناء قطاع غزة، سواء من بقوا داخل القطاع أو من خرجوا إلى الأراضي المصرية.

أرقام إنسانية تعكس حجم الجهد المصري .

وكشف السفير دياب، لتحيا مصر، أن نحو 110 آلاف مواطن فلسطيني خرجوا من قطاع غزة إلى مصر عبر معبر رفح لأسباب طبية وإنسانية، مؤكدًا أن مصر استقبلت قرابة 8 آلاف جريح ومريض، جرى علاجهم وإيواؤهم بالكامل داخل المستشفيات التابعة لوزارة الصحة المصرية، مع تغطية مالية بنسبة 100% .

وأضاف السفير دياب لتحيا مصر، أن الدولة المصرية تحملت أعباء علاج وإيواء وإعاشة ما يقرب من 25 ألف حالة بشكل كامل، في جهد إنساني غير مسبوق، يعكس التزامًا أخلاقيًا وإنسانيًا راسخًا تجاه الشعب الفلسطيني .

تحية خاصة لوزارة الصحة والتضامن الاجتماعي .

وسجّل السفير الفلسطيني لدي القاهرة خالص الشكر والتقدير لوزارة الصحة المصرية، وكافة الأجهزة والجهات المعنية، مثمنًا الدور البارز لوزارة التضامن الاجتماعي، التي وفرت مساكن مجهزة للجرحى الذين أنهوا مراحل علاجهم بالمستشفيات .

وأوضح أن نحو 99% من الجرحى تم علاجهم بنجاح، وانتقلوا إما إلى مساكن وزارة التضامن الاجتماعي المنتشرة في مختلف المحافظات، أو إلى مساكن أخرى خارج إطار الوزارة، بما يضمن لهم حياة كريمة ورعاية إنسانية كاملة.

استعدادات مصرية موسعة لاستقبال المزيد من الجرحى

وأشار سفير دولة فلسطين، من خلال تصريحاته، الخاصة، إلى أن استنادًا إلى علاقته الوثيقة بوزارة الصحة واطلاعه المباشر على الاستعدادات، أن مصر اتخذت ترتيبات كبيرة عقب توقيع اتفاق السلام في شرم الشيخ، استعدادًا لاستقبال أعداد إضافية من الجرحى والمرضى ومرافقيهم لتلقي العلاج داخل المستشفيات المصرية.

وكشف أن الترتيبات الجديدة تتضمن السماح بمرافقة أقارب من الدرجة الأولى لكل جريح أو مريض، مؤكدًا أن ذلك يمثل عبئًا إضافيًا جديدًا تتحمله وزارة الصحة المصرية، في إطار التزامها الإنساني الكامل .

معبر رفح مفتوح على مدار الساعة

كما جانبه أكد السفير الفلسطيني أن معبر رفح مفتوح على مدار الساعة من وجهة النظر الفلسطينية والمصرية، بما يعكس التوافق الكامل بين الجانبين على تسهيل عبور الحالات الإنسانية والطبية، وضمان تدفق المساعدات دون انقطاع.

مصر.. عمق استراتيجي وإنساني للقضية الفلسطينية 

تعكس تصريحات السفير دياب اللوح صورة واضحة لدور الدولة المصرية، التي تجاوزت الحسابات السياسية الضيقة إلى شراكة حقيقية في الألم والأمل الفلسطيني. فمصر لم تكتفِ بالوساطة أو الدعم الدبلوماسي، بل حملت العبء الإنساني كاملًا: فتحت معبر رفح، استقبلت الجرحى، تكفلت بالعلاج والإيواء، ووفرت مظلة رعاية اجتماعية شاملة، في تأكيد عملي على أن القضية الفلسطينية ليست ملفًا خارجيًا، بل جزء أصيل من الأمن القومي والضمير الإنساني المصري .

وبهذا الدور المتكامل، تثبت مصر مرة أخرى أنها السند الحقيقي للشعب الفلسطيني، والشريك الذي يحضر بالفعل لا بالشعارات، ويصنع الفارق حين تشتد المحن.